من معين الحِكَم

قال الله تعالى:"يُؤْتِيْ الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوْتِيَ خَيْرَاً كَثِيْرَاً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوْ الأَلْبَابِ".البقرة 269.والحكمة هي: العلوم النافعة والمعارف الصائبة والعقول المسددة والألباب الرزينة وإصابة الصواب في الأقوال والأفعال. وقيل:الحكمة وضع الأشياء في مواضعها وتنـزيل الأمور منازلها والإقدام في محل الإقدام والإحجام في موضع الإحجام.

قيل قديماً: رجل ذو همة يحيي أمة.

وقيل أيضاً: قد هيئوك لأمر لو فطنت له***** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

قال المتنبي: من يهن يسهل الهوان عليه***** ما لجـرح بميـت إيــــلام

وقال أيضاً: قد هون الصبر عندي كل نازلة***** ولين العزم حد المركب الخشن

وأنشدوا:

إني رأيت وفي الأيـام تجربـة*****للصـبر عاقـبة محمـودة الأثــر

وقـلَّ من جدَّ في شيء يحاولــه*****واستصحب الصبر إلا فاز بالظفـر

قال محمد بن بشر العبدي:

لا تيأسـن وان طـــالت مطــالبــــــة***** إذا استعنت بصبر أن ترى فرجاً

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته***** ومدمن القرع للأبواب أن يلـجــــا

أنشد الشافعي:

صن النفس واحملها على ما يزيْنُها ***** تعش سالمـاً والقول فيك جميل

وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غــدٍ ***** عسى نكبات الدهر عنـك تحول

ولا خيــــــر فـــي ود امـــرئٍ متلــــوِّنٍ ***** إذا الريح مالت مال حيث تميـــل

ومـا أكثـر الخـــــلان حين نعـــــدهم ***** ولـكنـهم في النـائبات قليـــل

وأنشدوا:

ازرع جميلاً ولو في غير موضعه***** فلا يضيع جميـلٌ أينما زرع
إن الجميل وإن طال الزمان بـــه***** فليس يحصده إلا الذي زرعـا

قال عنترة:

لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب***** ولا ينال العلا من طبعه الغضب

وأنشدوا:

أنت العليم وكم طالعت من كتب***** وإنما الذوق شيء ليس في الكتب

وقال الإمام مالك:

العلم صيد والكتـابة قيده*****قيِّد صيودك بالحبال الواثقة

فمن الحماقة أن تصيد غزالة*****وتفكهـا بين الخلائق طالقـــة

وفي القول المأثور: العلم صيد والكتابة قيد وما كتب قرَّ وما لم يكتب فرَّ.

وأنشد عبدالله بن الزبير-رضي الله عنه-:

وَلمْ أَرَ فِي الخُطُوبِ أَشَدَّ وقعًا*****وَأَصْعبَ مِن مُعَادَاةِ الرِّجَالِ

وقال عبد الله بن الحسن بن الحسين رضي الله عنهم لابنه: اتق معاداة الرجال فإنك لا تعدم مكر حليم أو مفاجأة لئيم .

قال الإمام أحمد-رحمه الله-: "قلما أغضبت شخصاً فقبل منك".

يروى عن سفيان الثوري-رحمه الله- أنه قال:"لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وصاحبه سبعاً، ثم اتركه للتجارب"

قال سفيان الثوري-رحمه الله-:"من عرف نفسه لم يضره ما قاله الناس عنه مدحاً أو ذماً".